Tuesday, March 13, 2007



القدس - قلعة أنطونيا ودرب الصليب
مقدمة :على الطريق التي تؤدي بنا من كنيسة القديسة حنة إلى مركز البلدة القديمة نجد مجموعة من الأبنية التي تحدد بداية درب الصليب لكثرة الإشارات الإنجيلية التي تذكرها. وقد حدد التقليد المسيحي في هذا المكان بداية الدرب التي سار فيها المسيح إثر الحكم عليه بالموت والذي أدى به إلى الجلجلة.هذا الموقع هو برج أنطونيا. إلى اليمين نجد كنيسة الجلد الفرنسيسكانية وحبس المسيح. في الدير مركز لدراسة الكتاب المقدس. وإلى اليسار نجد المدرسة العمرية و منها تنطلق رياضة درب الصليب نحو الجلجلة.
قلعة أنطونيا :سرعان ما تبين أن الموقع الذي اختير لبناء الهيكل كان أضعف الأماكن وأكثرها عرضة للاختراق خلال الحروب ولذلك قرر بناء برج حماية. فبني جانب الهيكل هذا البرج لحماية المدينة من الغزوات. نجد إشارة إلى هذا الحدث في سفر إرميا٣١، ٣٨ ها إنّها تأتي أيام، يقول الربّ، تبنى فيها المدينة للرب من برج حننئيل إلى باب الزاوية.نحميا ٣، ١ يبدو أن هذا البرج قد بني خلال إصلاح المدينة الذي نفذه نحميا.عامي ٣٧-٣٥ ق.م. بنى هيرودس في الموقع قلعة حصينة استخدمها قصرا لسكناه وسماها «قلعة أنطونيا». وبعد موت هيرودس استعملها الحكام الرومانيون للإشراف على الاحتفالات الدينية اليهودية ولذلك يروي الإنجيل أنّه بعد محاكمة قيافا ليسوع أخذوه إلى بيت الحاكم حيث كان بيلاطس.
كنيسة الجلد الفرنسيسكانية :يقوم الدير بالقرب من موقع قلعة أنطونيا ويضم معهدا لدراسة الكتاب المقدس وهو مدرسة لإعداد معلّمي العلوم الكتابية. لدى دخولنا باحة الدير نجد إلى يميننا كنيسة الجلد.وكان في الموقع كنيسة من العصور الوسطى تحولت إلى اسطبل للحيوانات ومن ثمّ حانوتا للحياكة. عام ١٨٣٦ م. منحها إبراهيم باشا للفرنسيسكان الذين باشروا أعمال الترميم وافتتحوا الكنيسة للعبادة. وتحيي الكنيسة ذكرى جلد يسوع بالسياط قبل الحكم عليه بالموت. مقابل كنيسة الجلد، في الجهة الأخرى من الباحة، تقوم كنيسة الحكم التي بناها الفرنسيسكان في بداية هذا القرن والتي تحافظ على نمط الكنيسة البيزنطية القديمة. تمثل الرسوم ملائكة يحملون أدوات العذاب وصورة بيلاطس يغسل يديه وأخيرا يسوع وقد حمّلوه الصليب.عندما نخرج من الموقع ونسير إلى اليمين بضع خطوات، نجد إلى اليسار سلما يؤدي بنا إلى مدرسة إسلامية هي «المدرسة العمرية» وتقوم مكان برج أنطونيا ومن هناك تبدأ رياضة درب الصليب.عندما نتابع سيرنا في الطريق نجد نصف قوس يدعى «قوس هوذا الرجل» هوذا الرجل:».
بعد دمار القدس إثر القضاء على الثورة اليهودية الثانية عام ١٣٥ م. بنى الامبراطور أدريانوس مدينة جديدة مكان القدس المدمرة أسماها إيليا كاپيتولينا.بعد إزالة أنقاض قلعة أنطونيا، بنى أدريانوس قوس نصر ثلاثياً كنصب تذكاري لدخوله المدينة. نجد بقية القوس الذي يظهر جزء منه في الطريق في باقي المباني المحيطة به من الجانبين. وقد أطلق عليه اسم «هوذا الرجل» في الحقبة الصليبية، تذكارا لكلمات بيلاطس التي يذكرها يوحنا ١٩، ٤-٥ وخرج بيلاطس ثانية وقال لهم: «ها إنّي أخرجه إليكم لتعلموا أنّي لا أجد فيه سببا لاتّهامه». فخرج يسوع وعليه إكليل الشوك والرداء الأرجواني، فقال لهم بيلاطس «ها هوذا الرجل!». درب الصليب :أخذ التقليد المسيحي منذ القرن الثاني عشر يمارس رياضة درب الصليب قرب موضع قلعة أنطونيا تتبعا لخطوات يسوع في دربه المؤدية إلى الجلجلة. بدأت ممارسة درب الصليب بشكلها الحالي على أربع عشرة مرحلة في القرن الخامس عشر بهدف تتبع رحلات الحج المختلفة روحيا إلى الأراضي المقدسة. وانتقلت رياضة درب الصليب من إسپانيا إلى إيطاليا حتى وصلت إلى القدس على أيدي الفرنسيسكان متخذة من قلعة أنطونيا مرحلتها الأولى ومن كنيسة القيامة مرحلتها الأخيرة . يدل اسم الطريق على أن هذه هي الدرب التي سلكها المسيح في رحلة عذابه الأخيرة نحو الجلجلة وقد تمّ تعيين المراحل المختلفة على طول الطريق.- المرحلة الأولى - الحكم على يسوع بالموت - تقع في ساحة المدرسة العمرية الإسلامية.- المرحلة الثانية - يسوع يحمل صليبه - تقع المرحلة على الحائط الخارجي لكنيسة الحكم على يسوعنتابع سيرنا في الطريق إلى أن نبلغ مفترق الطريق القادمة من باب العامود فنتجه إلى اليسار- المرحلة الثالثة - يسوع يقع تحت الصليب - تقوم في المكان كنيسة صغيرة لذكرى هذه الحادثة.بعد هذه المرحلة نجد كنيسة الأرمن الكاثوليك التي تقوم على أساسات كنيسة بيزنطية من القرن الخامس.- المرحلة الرابعة - يسوع يلتقي أمه مريم - يشير إلى الموقع قنديل موضوع فوق باب يؤدي إلى مصلى صغير للأرمن.ثم نتابع سيرنا ونستدير إلى اليمين عند أول الطريق الصاعدة إلى أعلى.- المرحلة الخامسة - سمعان القيرواني يساعد يسوع على حمل الصليب - تشير إلى الموضع كتابة على باب الكنيسة الفرنسيسكانية الصغيرة التي تحيي ذكرى الحدث.نتابع الصعود في الطريق قرابة خمسين مترا. - المرحلة السادسة - ڤيرونيكا تمسح وجه يسوع بمنديل - تشير إلى الموقع لافتة كتب عليها «المرحلة السادسة»(VI Stazione) موضوعة على باب كنيسة للروم الكاثوليك وفيها دير لأخوات يسوع الصغيرات.الطريق الصاعدة تلتقي بالطريق القادمة من باب العامود فنجد المرحلة السابعة في مواجهتنا مباشرة.- المرحلة السابعة - يسوع يقع للمرة الثانية - تحيي ذكرى الحدث كنيسة فرنسيسكانية صغيرة يحتفظ فيها بعامود روماني يعود إلى مدينة أدريانو على الأرجح.نسير إلى اليمين قليلا ونصعد في الطريق الصاعدة إلى اليسار قرابة عشرة أمتار. - المرحلة الثامنة - يسوع يلتقي بنات أورشليم - تشير للموقع علامة سوداء على الحائط الخارجي لدير الروم الأرثوذكس والذي يقطع علينا الطريق التي سار فيها يسوع.نعود أدراجنا من حيث أتينا ونتابع سيرنا في الطريق يميناً إلى أن نبلغ دَرَجاً يصعد بنا إلى اليمين ويؤدي إلى دير الأقباط.- المرحلة التاسعة - يسوع يقع تحت الصليب للمرة الثالثة - العامود الذي يشير إلى المرحلة مثبت في الحائط قرب باب دير الأقباط. نحن على بعد مسافة قصيرة من المرحلة الثامنة التي تقع مباشرة خلف حائط كنيسة القيامة.نعود أدراجنا من المرحلة التاسعة إلى السوق التي تركناها ونتابع سيرنا يميناً ومن ثمّ أيضا إلى اليمين حتى نبلغ طريقا طويلة في آخرها باب صغير نلج منه إلى ساحة كنيسة القيامة.يمكننا أيضا أن نطلب الإذن من الرهبان الأقباط فنمر عبر ديرهم وننزل مباشرة إلى ساحة كنيسة القيامة. آخر مراحل درب الصليب تقع داخل الكنيسة ذاتها. المرحلة العاشرة - يسوع معرّى من ثيابه - هذه المرحلة والتالية تقعان على الجلجلة فيما يسمى بكنيسة الصلب.- المرحلة الحادية عشرة - يسوع مسمّرٌ على الصليب - فاقتادوا يسوع إلى المكان المسمّى الجلجلة وقدموا له خمرا ممزوجة بمرارة لكنه لم يشرب. ومن ثمّ صلبوه واقتسموا ثيابه واقترعوا عليها. كانت الساعة التاسعة صباحا عندما صلبوه.ووضعت حجة الصلب على لافتة فوق الصليب كتب فيها: ملك اليهود. وصلبوا معه لصين أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره. وكان المارة يشتمونه ويهزّون الرؤوس قائلين: «أنت قلت أنك تهدم الهيكل وتبنيه في ثلاثة أيام فخلص نفسك وانزل عن الصليب!».- المرحلة الثانية عشرة - يسوع ميت على الصليب - يحيي ذكرى الحدث هيكل على الجلجلة. علم يسوع أنّ ساعته قد حانت فقال متمما الكتب: «أنا عطشان». وكان هناك إناء فيه خل فوضعوا في الإناء إسفنجة وقربوها من فمه. فلما ذاق الخل قال: «قد تم». وأحنى رأسه وأسلم الروح.- المرحلة الثالثة عشرة - يسوع يُنزَل عن الصليب - يحيي ذكرى المكان حجر التحنيط. فلما كان المساء جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف وكان قد أصبح تلميذا ليسوع. فذهب هذا إلى بيلاطس وسأله أن يأخذ جسد يسوع فأمر بيلاطس بتسليمه إياه. وأخذ يوسف جسد يسوع ولفّه بقماش أبيض ووضعه في قبر جديد كان قد حفره في الصخر ووضع على باب القبر حجرا مستديرا ضخما ومضى. وكانت عند القبر مريم المجدلية ومريم الأخرى.- المرحلة الرابعة عشرة - الدفن والقيامة - تنتهي درب الصليب في القبر المقدس. عند الصباح الباكر، أول يوم بعد السبت، جاءت النسوة إلى القبر عند الفجر. فدخلن القبر ورأين فتى جالسا إلى اليمين مرتديا ملابسا ناصعة فخفن. فقال لهنّ: «لا تخفن! أنتنّ تبحثن عن يسوع الناصري المصلوب. لقد قام ليس هو هنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه». Posted by Picasa

No comments: